حصار ودمار......
لم تعشق غزة الحرب يوما كما عشقته هذا الشتاء.... الموعد مع الموت عند مداخل المدينة.... طريق مسدود وبيت وطفل محاصر.......
حاصرو بحر غزة فهاجت امواجه فوق الرمال لتمحي اثار ارجل اليهود خشية من الفضيحة والعار........
حاصرو بساتين التفاح واشجار الزيتون فجفت جذورها وماء البئر على بعد امتار....
حاصروهواء غزة وقيدو حتى جنون الاعصار.......
حاصروتراب غزة حتى لا تثور حباته وتتحول الى رصاص قهار........
حاصرو القبور وجثث الاطفال حتى لا تحيى من تحت الطين والنار والدم والاحزان........
حاصرو قلبي حتى يدمرو ما بقيى فيه من قوة الايمان وقوة الصبر.......
حاصرو حتى قلمي وعصرو حبره حتى لا يكتب جرائم باراك وليفني.......
حاصرو المدينة واغلقو المعابر ففرح العدو لانه على غزة قد انتصر فقال ساعود غدا لانضف شوارع المدينة من رائحة الموت التي لا تطاق........ فخطى خطوتين واذا باجراس الموت تدوي اصوار المدينة وراى الجندي الموت يهرب من الجثث فجنى جنونه وحمل خطواته وانسحب......
فاجهضت السنابل من تحت كل حبة قمح رضيع وطفل وبطل........
فعادت الشمس الى غزة وعاد الامل وانتشر السلام وعمى الامان فغنت الطيور على اوتار الحب الخالدة ورقصت الاطفال فغيرت رائحة قهوة امي وجه المدينة.........
هذه هي ارضي وارض اجدادي هذه هي فلسطين ساذهب انا وامي والجيران وجدي لمسجد القدس لنصلي ركعتين فكما قال جدي... لكي يتحقق هذا الحلم يا ولدي يجب عليك ان تنصهر كالحديد لكي تنتصر وتعلم كيف تصمد في المعركة فالاستعداد للشهادة يا ولديى في حد ذاته سلاح استخدمه مع كل رصاصة ........
فاسوارك ياغزة ستبقى عملاقة ولن تنهار رغم غلقهم لكل المعابر.........
النصر لاهل فلسطين والعزة والمجد والخلود لشهدائك يا غزة......