طريقة قراءة جديدة للقرآن الكريم في رمضان بقلم/ أ.أسماء خالد الرويشد. سئل فولتير عمن سيقود الجنس البشري فأجاب: الذين يعرفون كيف يقرؤون.
يقول محمد عدنان سالم في كتاب ( القراءة أولاً): ولو رحنا نبحث في حياة المتفوقين في تاريخ البشرية لوجدنا أنهم قراء نهمون
يتمثلون ما يقرؤون ويضيفون إليه من ذوات نفوسهم وبنات أفكارهم ما يحقق لهم
فرص الإبداع والتفوق.
ونحن نستقبل شهر رمضان الكريم هذا العام نحتاج أن نسأل أنفسنا سؤالاً:
هل سنقرأ القرآن بالكيفية التي اعتدنا عليها كل عام،
وهي النطق بحروفه وكلماته والاكتفاء بذلك؟!.. أم سنغير الكيفية ونطورها
لنحرك مدارك العقل مع اللسان، وننتقل إلى الإدراك والفهم لآياته والتحليل
والمناقشة لأحداثه، والتطبيق والامتثال لأوامره؟ لتكون لنا الريادة والقيادة كما كانت من قبل للجيل الأول ( جيل محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم).
إن تحديد الهدف من قراءة كتاب الله عز وجل أصبح شرطاً أساسياً للوصول إلى قيادة العالم. لابد أن ندرك الهدف ونعلمه لأبنائنا وهو التدبر لآيات القرآن،
حيث يقول عز وجل: ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا
الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم
أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور). فاطر 29-30 .
ولنا في أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة في كيفية القراءة،
قال عبادة بن حمزة: دخلت على أسماء رضي الله عنها وهي تقرأ ( فمنّ الله
علينا ووقانا عذاب السموم) الطور: 27 فوقفت عندها، فجعلت تعيدها وتدعو،
فطال عليّ ذلك فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي تعيدها وتدعو.
ويروي الشاعر الهندي محمد إقبال قصته مع والده، يقول:
( كنت قد تعودت أن أقرأ القرآن كل يوم بعد صلاة الصبح وكان أبي كلما رآني يسألني: ماذا تصنع؟
فأجيبه:
أقرأ القرآن، وظل على هذه الحال ثلاث سنوات متتاليات يسألني سؤاله وأجيبه جوابي،
حتى قلت له ذات يوم:
أبي ما بالك تسألني السؤال نفسه وأجيبك الجواب نفسه، ثم تعود إلى السؤال من جديد؟
فقال:
إنما أردت أن أقول لك: يا ولدي اقرأ القرآن وكأنه أنزل عليك،
ومنذ ذلك الحين بدأت أتفهم القرآن وأغوص في بحاره وأطير في أجوائه وأجوب في آفاقه،
فأخرج من ذلك بعلم جديد وإشراق جديد،
وأزداد إيماناً بأن القرآن هو الكتاب الخالد والدستور الأبدي للحياة،
والنبراس الهادي الذي يضيء للبشرية طريقها إذا ما ادلهمت الظلمات). ما هو المطلوب منا أن نعرفه ليتحقق لنا هذا الأثر الطيب من قراءة القرآن؟ لابد أن نوفر الوقت لذلك، بأن نخصص ساعة لقراءة بعض الآيات مع تفسيرها،
وأن نضع مجالاً لتطبيقها في حياتنا حتى نصل فيها إلى درجة الامتثال.
وأن نتناقش مع باقي أفراد العائلة في بعض الأحداث والأوامر والنواهي،
ونبحث في بعض الكتب المساعدة في شرحها وفهمها:
ولكي يسهل علينا ذلك ليتعاون أفراد العائلة في تقسيم الأدوار بينهم في العرض والمناقشة،
ليصلوا إلى متعة القراءة والاستفادة منها وتلتقي الأفكار والمشاعر والخيال ونثري المعرفة والعقول.
وأختم بمقولة لعباس محمود العقاد:
( لست أهوى القراءة لأكتب ولا لأزداد عمراً في تقدير الحساب،
وإنما أهوى القراءة لأن لي في هذه الدنيا حياة واحدة،
وحياة واحدة لا تكفيني لأتحرك على ما في ضميري من بواعث الحركة..
القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة). ونحن نقول إن علينا أن نقرأ كتاب الله لا لنختم آياته وسوره ونعدد الختمات،
وإنما نقرأ لنحصي أثر هذه الآيات الكريمة في تنوير عقولنا ومشاعرنا نحو ما هو الأفضل لنا في الدنيا والآخرة. منقول من مجلة الفرحة ====منقول===
==============
