نصائح أبي بكر الصِّـدِّيق لكل قائد

"جيش من الأرانب
يقوده أسد، أفضل من جيش من أسود يقوده أرنب "-هذه العبارة أطلقها القائد الفرنسي نابليون ليبيِّن
أهمية القائد ودوره في قيادة أي جماعة، فلا بد للمجتمعات البشرية من قيادة تنظم شؤونها وتقيم العدل بينها
حتى أن النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) أمر بتعيين القائد في أقل التجمعات البشرية حتى لا يقع الخلاف
بينهم حيث قال:"إذا
خرج ثلاثة في سفر فليأمروا أحدهم"-رواه أبو داود.

أبو بكر الصِّدِّيق قدم مجموعة نصائح ليزيد بن أبي سفيان عندما
أمّره على الجيش الذي أرسله لقتال الروم في البلقاء، وهي نصائح لكل قائد سواء كان عسكرياً أو مدنياً
فقال:" إني وليتك
لأبلوك وأجربك وأخرجك، فإن أحسنت رددتك إلى عملك وزدتك وإن أسأت عزلتك".

هذه أولى النصائح بأن القائد عليه أن يعين من يراه
مناسباً لعمل ما
ولكن يجب عليه متابعته واختباره فإن أحسن أبقاه في عمله وكافأه وإن
أساء في مهمته عزله،
والإساءة هنا لا تعني الخطأ فكل من يعمل لا بد أن يخطئ ويصيب ولكن المقصود هو الإساءة الكلية في عمله.

وتابع يقول: "فعليك بتقوى الله، فإنه يرى من باطنك مثل الذي من
ظاهرك وإن أولى الناس بالله أشدهم تولياً له، وأقرب الناس من الله أشدهم تقرباً إليه بعمله".

ورب سائل يسأل ما علاقة التقوى في الأعمال؟ والجواب
يأتي من كتاب الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً
سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً
عَظِيماً }الأحزاب، إذن من ثمار التقوى والقول السديد صلاح الأعمال
ومغفرة الذنوب وطاعة
الله ورسوله سبب للنجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.

وأرشد الصِّـدِّيق إلى سلوك القائد مع جنوده
ومرؤوسيه فقال: "إياك وعُبِّيـَّة الجاهلية فإن الله يبغضها ويبغض أهلها، وإذا قدمت على جندك فأحسن
صحبتهم وابدأهم بالخير وعدهم إياه".

وهذه النصيحة توضح فناً من فنون القيادة وهو حسن استخدام
القائد لصلاحياته، فالغاية من الأمر سياسة الرجال والاستفادة من قدراتهم وليست
الغاية منه استعراضية
أو تعسفية وعلى كل قائد أن يجمع بين الحزم واللين، قال تعالى لنبيه الكريم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ
مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}.والقائد
الناجح إيجابي، ميسِّر، متفائل يبشر
بالخير ويعد جنوده به قال (صلّى الله عليه وسلّم): "يسِّروا
ولا تعسِّروا وبشِّروا ولا تنفِّروا "-البخاري.

ويواصل أبو بكر نصائحه فيقول: "وإذا وعظت فأوجز، فإن كثير
الكلام ينسي بعضه بعضا"

ومن فنون القيادة فن يطلق عليه "فن التأنيب"
وهو إعطاء الملاحظات الضرورية بإيجاز وبدون تأخير بعد تحري الحقيقة كاملة بملابساتها ويجب أن يكون
التأنيب بنغمة هادئة ورزينة مع تجنب التجريح.

وهذه النصيحة أيها الإخوة هي أيضاً للدعاة والوعاظ
وخطباء الجمعة-إن أرادوا أن يؤثروا في
الناس- قال (صلّى الله عليه وسلّم): "إن طول صلاة الرجل وقصر
خطبته مئنة(علامة) من فقهه فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وإن من البيان سحراً"-رواة مسلم.

ثم عاد أبو بكر يذكر بالصلة بالله باستمرار على مدار اليوم
فقال: "وصلِّ الصلوات لأوقاتها
بإتمام ركوعها وسجودها والتخشع فيها".

فمن أراد التوفيق في عمله فلا يؤخر صلاة الجماعة، قال تعالى {إِنَّ
الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً }.

ولم ينس الصِّدِّيق الاحتياطات الأمنية الواجب اتباعها
في كل عمل فقال: "وإذا قدم عليك رسل عدوك فأكرمهم واقلل لبثهم حتى يخرجوا
من عسكرك...."

والقائد الذي لا يمارس مبدأ الشورى هو ديكتاتور فاشل
مخالف لأمر الله، قال تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْر}ِ ولذلك قال أبو بكر:
"وإذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة، ولا تخزن عن المشير خبرك فتؤتى من قبل
نفسك".بمعنى أن يصدق القائد حين يستشير ويوضح كل ما يتعلق بالقضية ولا يخفي منها شيئاً
حتى يُعطى المشورة
الصحيحة.

ثم قدم الصِّدِّيق نصيحة أمنية عسكرية وهي صالحة لكل
قائد أو مدير بأن يتابع عماله ويفاجئهم بوجوده بينهم وأن يعاقب المقصِّر بدون
إفراط وأن يوزع
العمل بينهم بإنصاف وإن كان العمل مقسماً إلى ورديات مسائية فلتكن الأخيرة أقصرهم.

وختم نصائحه فقال: "وجالس أهل الصدق والوفاء واصدق
اللقاء ولا تجبن
فيجبن الناس... " أي على القائد أن يختار البطانة الصالحة من
أهل التقى والصدق والوفاء ولا يتخذ بطانة من المنافقين المتسلقين وأن يكون في مقدمة الجند
في أصعب الأحوال
حتى يشعروا بالأمان.

كانت هذه نصائح غالية جداً من ثاني رجل في الدولة
الإسلامية الأولى فهل من متبع؟

نصائح جد رائعة ........بارك الله فيك

وفيك بارك ، ميسون

» نصائح أعظم رجل
» جدد حياتك ب10 نصائح
» 9 نصائح تبعدك عن الكسل
» نصائح هامة لكل الطلاب
» نصائح مهمة للطلاب قبل الإمتحان