بعد 20 سنة.. نور الدين سعدي يعود لمباراة الخضر ومصر ويكشف لأول مرة عبر "الشروق":
أخطأنا في إشراك العربي لأن عصماني كان أفضل منه.. والمونديال حق مشروع للجزائريين
نملك لاعبين لا ينفع معهم التهويل والتهريج والضغط المصري
تشكل الموقعة الرياضية بين الجزائر ومصر المرتقبة في الرابع عشر من الشهر المقبل أهمية كبرى للمنتخبين وللكثير من المتتبعين، خاصة وأنها محددة لصاحب التأشيرة المؤهلة لمونديال جنوب افريقيا. وكانت مباريات مصر الجزائر غنية دائما بالمواقف والأحداث ومن بينها مباراة الفصل لبطاقة كأس العالم 1990 التي استضافتها القاهرة وعرفت عدة خبايا لم يتم الكشف عنها لحد الساعة. وبعد مرور 20 سنة عن المباراة يعود أحد أعضاء الطاقم الفني للخضر أنذاك نور الدين سعدي إلى فتح الموضوع بالتفصيل لقراء الشروق مقدما نظرته الفنية عن موقعة الشهر المقبل.
*
*
* الخضر مقبلون على مباراة مصيرية في الرابع عشر من نوفمبر، كيف تتوقع المباراة؟
*
مباراة الجزائر ومصر لها من الأهمية ما يجعلها واجهة كل اللقاءات في الجولة الأخيرة من التصفيات، خاصة وأنها بين فريقين عربيين لطالما تميزت مواجهاتهما بالتنافس الحاد والإثارة وأمور أخرى ليس لها علاقة بالرياضة والتنافس الكروي.
*
*
* الحديث عن الصراع الكروي الجزائري المصري يجرنا إلى ما وقع في مباراة 89، حيث كنت طرفا مهما فيها؟
*
فعلا المباراة التصفوية المؤهلة لمونديال ايطاليا كانت غاية في التنافس، لكنها ابتعدت عما هو مطلوب في المباريات الكروية حتى لا أقول بين منتخبين عربيين شقيقين، لأن ما وقع انذاك قبل، أثناء وبعد المباراة أمر غير منطقي.
*
*
* هل يمكن أن تضع القراء في صورة ما وقع؟
*
مباراة 89 كانت أول مهمة رسمية لي برفقة كرمالي وعلي فرقاني ومراد عبد الوهاب رحمه الله خلفا للمدرب كمال لموي المستقيل بعد التعادل الذي فرضه علينا المصريون بقسنطينة، كلفنا بقيادة التشكيلة بالقاهرة ووضعنا برنامجا مهما، أين خضنا بعض المباريات الودية من أهمها ضد ايطاليا بمدينة فيشنزا، انهزمنا بصعوبة كبيرة بهدف لصفر، بعدها تنقلنا الى مصر بمعنويات عالية، لكننا تفاجأنا بالأجواء المشحونة التي كانت تميز مصر أنذاك مثلما هو واقع حاليا، وتم استقبالنا بصورة سيئة ووجدنا ما يقارب 200 مناصر بانتظارنا، فور أن وضعنا أقدامنا على الأراضي المصرية لم يترددوا في إطلاق تصفيرات قوية وصيحات استهجانية في محاولة لاستفزازنا، وتواصل الأمر أثناء المباراة، لكن الأغرب ما وقع في النهاية.
*
*
* النهاية كانت انهزام بهدف لصفر مشكوك في صحته.. أليس كذلك؟
*
الهدف غير صحيح، حيث جاء من ضغط على الحارس العربي وهذا باعتراف كل من شاهد المباراة وبالتالي تأهلهم لكأس العالم لم يكن بالطرق الرياضية، لكن هناك أمرا آخر أريد أن اكشف عنه.
*
*
* تفضل ما هو؟
*
إقحامنا للحارس العربي لم يكن قرارا صائبا، اعتقدنا انه يتواجد في لياقة عالية بعد أن اظهر إمكانات جيدة خلال تربص ايطاليا، لكن في الأخير اكتشفنا انه "غلطنا" وكان يفترض علينا أن نضع ثقتنا في الحارس عصماني الذي سبق له وأن وقف في وجه الأهلي بزي الوفاق السطايفي وفي ذات الملعب وأمام نفس الجمهور برسم كأس إفريقيا للأندية البطلة، ما يعني أنه كان يعرف الأجواء هناك معرفة جيدة.
*
*
* هل كان بإمكانكم الفوز في مثل تلك الظروف؟
*
طبعا كان بإمكاننا الفوز، ضيعنا الكثير من الفرص السانحة للتسجيل في اكثر من مناسبة عن طريق صايب وفرحاوي.
*
*
* قلت أن النهاية كانت مؤسفة؟
*
مؤسفة جدا، لم نكن نتوقع النهاية. كنا نظن أن فوزهم سيخفف الضغط، لكن العكس هو الذي حدث، فالسائق تعمد المرور على طريق طويل للوصول الى الفندق، والاستفزازات تواصلت في الفندق ولفقت تهمة لبلومي هو بريء منها، لأنه ليس من رمى الطبيب الذي "قيل" انه عمي .
*
*
* هل تتوقع أن يكون نفس الاستقبال للخضر يوم الرابع عشر نوفمبر؟
*
لا.. لا أعتقد ذلك، لأنهم الآن مجبرون على رد الجميل بعد ما حظي منتخبهم بأحسن استقبال في مباراة الذهاب بالجزائر، ووفرنا لهم كامل الرعاية.
*
*
* ما رأيك في المبادرة التي أطلقتها الشروق الجزائرية والمصرية الرامية الى تخفيف الضغط؟
*
مبادرة ايجابية جدا أساسها تعزيز أواصر الصداقة بين الشعبين اللذين تربطها علاقة متينة اكثر من مباراة في كرة القدم التي تنتهي بعد تسعين دقيقة. كما ان مبادرة تقديم زهرة لكل لاعب أمر جيد أيضا. وفي المحصلة حتى وان كان الاستقبال بالورود او الضرب لا يمكن التأثير على اللاعبين الجزائريين الذين تهتف قلوبهم لبلوغ المونديال الذي يبقى حقا مشروعا لنا، لأننا الأجدر به مادام أننا قدمنا مستوى طيبا في كامل مباريات التصفيات ما سمح بعودة "الخضر" الى الواجهة الاعلامية.
*
*
* لكن بعض الإعلاميين المصريين يطلقون اتهامات خطيرة؟
*
اتهامات غبية من اعلاميين يمثلون أنفسهم فقط، ولا يمثلون الشعب المصري، لأنه لا يعقل ان تصل الأمور إلى حد العبث بشهدائنا الأبرار، فهذا الأمر مقرف حقا.
*
*
* لكن البعض يتحدث عن ضغط كبير مرتقب لتشكيلة سعدان؟
*
الحديث عن الضغط على لاعبي المنتخب الجزائري أضحوكة كبيرة لا يمكن تصديقها، لأن هؤلاء اللاعبين محترفون بأتم معنى الكلمة ونشاطهم في اقوى النوادي العالمية يجعلهم يتصرفون مع المباراة بصفة عادية جدا والحديث فوق الميدان هو الذي سيكون فاصلا في النهاية.
*
*
* بصراحة، هل أنت متفائل بإمكانية تحقيق نتيجة ايجابية؟
*
متفائل الى أبعد الحدود، لأننا نملك تشكيلة أقوى من مصر وبإمكان المجموعة كسب الفوز أو التعادل وفي أقصى الأمور لن ننهزم بأكثر من هدف واحد.
